بسم الله الرحمن الرحيم
إن إيراننا العتيقة تحتضن في صدرها جوهرا سماويا, كقلب خفاق تسعي شرياناته في نشر عين الحياة و إيصاله إلي شتي نواحي إيران, من أصاغر قراها حتي أكابر مدائنها. إن قلب إيران يخفق في خراسان, فيينثرفي خلاياها بذور الأنس و الحنين إلي العتبة الرضويةو يبث في البساتين عطور الشوق إلي الساحة العلوية, حتي يتأتي إدراك أنوار معارف الرضا عليه السلام المتشعشعة, في شتي الحدود و مختلف الثغور, فتزدهر بذلكالقابليات الغريبة و الكفاءات الكامنة.
و قد أقبلت آلاف المواهب المستورة و الأهليات المكتومة نحو ذي العتبة الملكوتية الرضوية و تعلقت بحبالها شوقا إلي تلك المعالي الجبروتية العلوية, فبدت لمعاناته بذا في أعالي آفاق التجليات المصطفوية. و إن ما تجمهرت اليوم من كنوز نفيسة و نفائس الآثار الأدبية و الفنية في ساحة الثقافة الرضوية المقدسة, هي من رشحات تلك القوي الفياضة و الكفاءات المتدفقة.
ما أروع ما أري من حشود الشباب و المراهقين الراغبين إلي المعارف الرضوية الذين تم التعرف عليهم و تعريفهم, في ساحة مهرجان الإمام الرضا عليه السلام فظهرت ازدهارهم و بدت مبدعيتهم, فأنتجوا آثارهم الأدبية و الفنية البديعة الخلابة لأهتماهم إلي شموخ ذي البلاد و تعاليها.
لا ريب أن مهرجان الإمام الرضا عليه السلام قد غدافي جلوته الثانية عشر, شجرة جبارة بعد فترة من شجيريته و تجلت آلاف الأدباء و الفنانين في رعاية ظلها السامي الذين يباهي ذا الإقليم بهم كلهم. و ما ذاك إلا من عنايات الإمام الرضا عليه السلام الخاصة و مسعي المسئولين الصافي و جهد مقيمي المهرجان الناصع, الذين زيد في ألطافهم بتوفيقهم لإحياء أمر الأئمة عليهم السلام و هم راضون بذاك مبتهجون به.
في هذا العام, نحتفل بإفتتاح مهرجان الإمام الرضا عليه السلام و قد علت الفتن الطائفية و القومية بدعم من أعداء الإسلام و حلفائهم, فسببت قلق المسلمين في مختلف أرجاء العالم. نحمد الله علي بعد بلادنا من شرارات تلك الفتن و مصونيتها, في ظل الراية الرضوية و إتحاد من فيها, فلا يهم شعبنا المثقف الفطن إلا سمو بلادهم و ثقافتهم و مسلكهم بما يملكون من الدراية و المعارف.
نتيمن بافتتاح المهرجان الثاني عشر و نفتتح هذا المهرجان في أسبوع الكرامة و يوم ميلاد كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها باسم الأنجم الثانية عشر المتألقة في سماء الولاية و المتشعشة في آفاق الولاية(عليهم السلام) فإن شاء الله سيدوم المهرجان حتي ميلاد ثامن الحجج الإمام الرضا عليه السلام و لدينا أمل متين و رجاء واثق بنجاح هذا الدور من المهرجان و تعاليه برعاية من الله و عنايته.
و نقدر هذه الجهود القيمة المتواضعة التي يبذلها المسئولين و نهدي تحياتنا إلي كل من يسعي باشتياق في إعداد مقدمات لإقامة مهرجان الإمام الرضا عليه السلام الثاني عشر, في شتي نواحي البلاد, و مختلف أرجاء العالم.
علي الجنتي
وزير الثقافة و الإرشاد الإسلامي